مرحبًا بك في
موقع كلنا معاً عبارة عن مورد جديد لكل شخص متأثر بسرطان الأطفال، سواء أكان مريضًا أم أحد الأبوين أم أفرادًا من عائلته أو أصدقاءه.
اعرف المزيدتُعرف بزراعة نقي العظم، أو زراعة الخلايا الجذعية، أو زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم
ما زراعة الخلايا المكونة للدم؟
زراعة الخلايا المكونة للدم عبارة عن إجراء طبي يُستخدم لعلاج أمراض متنوعة، تشمل سرطان الطفولة. فهي تستبدل الخلايا المكونة للدم التالفة أو المتضررة بخلايا مكونة للدم سليمة.
نظرًا إلى أن المصدر الرئيسي للخلايا المكونة للدم هو نقي العظم، فقد سمي الإجراء تقليدياً بزراعة نقي العظم. وعندما حصلت التقدمات في هذا المجال، اشتُهر مصطلح زراعة الخلايا المكونة للدم. فغالبًا ما يُستخدم كل من المصطلحين بشكل متبادل. ويُسمي بعض الأشخاص هذه العملية زراعةَ الخلايا الجذعية أيضًا.
يمكن أن تعالج الزراعة أنواعًا معينة من سرطان الطفولة بشكل ناجح، لكن يمكن أن تكون لها أعراض جانبية وأعراض متأخرة خطيرة. فهي خيار يجب أن يُدرس بعناية. حيث إن الخضوع للزراعة ليس عملية سهلة. فهي مرهقة جسديًا وعاطفيًا لكل من المريض ومقدمي الرعاية من الأسرة. لكن يوجد الكثير من الأشخاص في فريق رعاية عملية الزراعة لدعم المرضى والأسر طوال الرحلة. ويوجد العديد من الأطفال والمراهقين الذين خضعوا لعمليات الزراعة يتمتعون الآن بحياة مفعمة بالنشاط ومن دون سرطان.
نقي العظم عبارة عن مادة رخوة وإسفنجية في مركز معظم عظام الجسم. وتعيش أعداد كبيرة من الخلايا المكونة للدم في نقي العظم.
تُعد الخلايا المكونة للدم الخلايا الأصل لكل خلايا الدم الأخرى. حيث تنضج إلى خلايا لتصبح في النهاية:
يعمل نقي العظم كمصنع لخلايا الدم، حيث يصنع باستمرارٍ خلايا مكونة للدم جديدة لكي تتمكن خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية الدائرة في الدم من أداء وظائفها.
تُصنَّع كل خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية في نقي العظم، إلى جانب 70 بالمئة تقريبًا من خلايا الدم البيضاء. (ينتج الطحال والعقد اللمفاوية والغدة الصعترية الـ 30 بالمئة الأخرى.)
يمكن أن توجد أعداد صغيرة جدًا من الخلايا المكونة للدم في الدم المحيطي (الدوراني). ويعد دم الحبل السري أيضًا مصدرًا للخلايا المكونة للدم.
يتمثَّل الهدف من الزراعة في:
في حالة سرطان الأطفال، تُستخدم الزراعة بشكل أساسي لعلاج ابيضاض الدم، عادةً عندما يفشل العلاج القياسي للسرطان. ويتسبب ابيضاض الدم، وهو سرطان في الدم والنقي العظمي،في إنتاج الجسم لخلايا دم بيضاء تالفة، ما يؤدي إلى إصابة المريض بمرض شديد.
تُستخدم الزراعة أيضًا في بعض الأحيان لعلاج سرطانات أخرى. ومن أمثلة ذلك الورم الأرومي العصبي، والورم النقوي المتعدد، وسرطان إيوينغ المتكرر، وورم ويلمز المتكرر.
يمكن استخدام عمليات الزراعة أيضًا لعلاج مرضى السرطانات التي تشمل أورام الأنسجة الرخوة أو الدماغ والتي تتطلب جرعات عالية جدًا من العلاج الكيميائي أو الإشعاع لعلاج مرضهم.
يوجد نوعان أساسيان من عمليات الزراعة:
تستبدل الزراعة المثلية خلايا الدم التالفة أو المتضررة بأخرى سليمة من شخص آخر. وقد تأتي هذه الخلايا من متبرع أو دم الحبل السري. وقد يكون المتبرع شقيقًا، أو فردًا آخر من الأسرة، أو متبرعًا من غير الأقارب.
تُحصد الخلايا المكونة للدم من نقي العظم، أو دم الحبل السري، أو الدم المحيطي (الدوراني) للمتبرع.
سيأخذ المريض الذي يتلقى خلايا المتبرع علاجًا يثبط جهازه المناعي. يسمى هذا العلاج علاجَ التثبيط المناعي. ويتضمن جرعات عالية من العلاج الكيميائي مع الإشعاع أو من دونه. يكافح العلاج بالتثبيط المناعي السرطان، ويدمر الجهاز المناعي للمريض، ويعطي مجالاً لخلايا المتبرع لتنمو في نقي عظم المريض.
تُعطى خلايا المتبرع عبر الوريد في عملية تشبه إلى حد كبير نقل الدم. وتجد الخلايا طريقها عبر مجرى الدم إلى مركز العظام الطويلة. تكون هذه العملية ضرورية لاستعادة قدرة المريض على إنتاج خلايا دم حمراء وخلايا دم بيضاء وصفائح دموية سليمة.
يتلقى المرضى رعاية داعمة بمنتجات الدم، والمضادات الحيوية، والأدوية المضادة للفيروسات، وفي بعض الحالات، أدوية التثبيط المناعي لمنع داء الطعم ضد الثوي (GVHD) لمساعدتهم في التعافي.
تستخدم الزراعة الذاتية خلايا المريض لاستعادة قدرته على إنتاج خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية بعد تلقي الجرعات العالية اللازمة من العلاج الكيميائي مع الإشعاع أو من دونه لعلاج السرطان لديهم. وتُجمع خلايا المريض سابقًا من الدم المحيطي (الدوراني) أو نقي العظم ويحفظ بالتبريد (يُجمَّد) لاستخدامه لاحقًا.
توجد طريقتان لجمع الخلايا المكونة للدم من المريض: فصل مكونات الدم أو حصد نقي العظم.
يمكن تحريك الخلايا من نقي العظم إلى مجرى الدم المحيطي باستخدام العلاج الكيميائي متبوعًا بعامل تحفيز تكاثر الخلايا المحببة (G-CSF). وفي بعض الأحيان، يمكن تحريك هذه الخلايا للمرضى بعد تلقي عامل تنبيه مستعمرة الخلايا المحببة G-CSF فقط. وسيخضع المريض عندئذٍ لإجراء يسمى فصل مكونات الدم لجمع هذه الخلايا.
يمكن إجراء حصد نقي العظم أيضًا لجمع الخلايا المكونة للدم من نقي العظم مباشرةً. ويمكن إجراء ذلك في أي وقت بعد وصول تعداد خلايا الدم البيضاء إلى المستويات الطبيعية.
بعد جمع الخلايا عن طريق فصل مكونات الدم أو حصد نقي العظم، تُجمَّد هذه الخلايا لاستخدامها مستقبلاً عندما يشير الفريق الطبي إلى إجراء الزراعة.
قبل إجراء الزراعة، سيخضع المريض للفحوصات للتأكد من عدم وجود أمراض معدية وللتأكد من أنه قادر من الناحية الطبية على إجراء الزراعة.
أثناء الزراعة، يتلقى المريض جرعات عالية من العلاج الكيميائي مع الإشعاع أو من دونه لتدمير الخلايا السرطانية، والتي بدورها تدمر قدرة المريض على إنتاج خلايا الدم. ومن دون الزراعة، لن يتمكن المريض من استعادة إنتاج خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية.
يتلقى المريض خلاياه مرة أخرى عبر الوريد في عملية تشبه إلى حد كبير نقل الدم. وتجد الخلايا طريقها عبر مجرى الدم إلى مركز العظام الطويلة. تكون هذه العملية ضرورية لاستعادة قدرة المريض على إنتاج خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية.
قد يتلقى المرضى منتجات الدم، والمضادات الحيوية، والأدوية المضادة للفيروسات أثناء انتظارهم تطعيمهم بخلاياهم المكونة للدم.
بدنيًا، تمثِّل الزراعة إجراءً طبيًا صعبًا. لذا سيقرر الفريق الطبي أولاً ما إذا كان المريض مرشحًا مناسبًا بالنظر إلى:
قد تُستخدم فحوص القلب، مثل مخطط صدى القلب (إيكو)، لقياس وظائف القلب.
للتأكد من قدرة المريض على تحمل الزراعة، سيخضع المريض أيضًا لفحوصات على قلبه، ورئتيه، وكليتيه، وأعضائه الحيوية الأخرى. وتشمل هذه الاختبارات عادةً ما يأتي:
إذا لم يكن لدى المريض خط مركزي، فسيتم تركيب خط مركزي لكي لا تكون هناك حاجة إلى الوخز المتكرر بالإبر.
ستلتقي أسر المرضى أيضًا بعامل اجتماعي أو اختصاصي علم النفس لمناقشة الصحة النفسية، وستلتقي بمستشار مالي لمساعدتهم في موافقات التأمين والمسائل المالية.
سينسِّق فريق الزراعة في المستشفى البحث عن المتبرع. وعادةً ما يكون الشقيق من الأبوين البيولوجيين الخيارَ الأول حيث يجب أن تكون الخلايا المكونة للدم للمريض لها العلامات الوراثية نفسها. هذه العلامات عبارة عن بروتينات تسمى مستضدات الكريات البيضاء البشرية (HLA). ويتطلب تحديد ما إذا كان الشخص يحقق تطابق HLA أم لا إجراءَ فحص HLA، الذي يشمل أخذ عينة دم من المريض ومن المتبرع المحتمل. في بعض الحالات، يمكن استخدام عينة مسحة الخد الداخلية لهذا الفحص. ثم تُرسل الخلايا إلى المخبر لفحصها.
نظرًا إلى أن هذه العلامات الوراثية موروثة من الوالدين، فإن الأخ أو الأخت هما المرجحان للتطابق. إذا كان المريض وشقيقه لهما الأبوان البيولوجيان نفسهما، فلكل أخ وأخت فرصة لتحقيق تطابق HLA بنسبة 25 بالمئة. ولهذا، لن يكون متوفرًا لدى 70% من المرضى متبرع شقيق متطابق.
إذا لم يوجد شقيق متطابق، فعندئذٍ سيبحث فريق الرعاية عن متبرع من غير الأقارب أو وحدة دم الحبل السري (إذا كان مركز الزراعة يجري عمليات زراعة دم الحبل السري) عبر سجل Be the Match® الخاص بالبرنامج الوطني للمتبرعين بالنقي. ويجد حوالى 30 بالمئة من المرضى متبرعًا متطابقًا من غير الأقارب.
إذا تعذر العثور على تطابق مثالي، فقد يقترح الطبيب استخدام متبرع غير متطابق، وهو متبرع قريب من تطابق HLA، لكنه ليس تام التطابق. فعمليات الزراعة بمتبرع غير متطابق شائعة إلى حد كبير، والكثير منها يكلل بالنجاح.
بالنسبة إلى المرضى الذين لا يجدون متبرعًا مناسبًا يحقق تطابقًا قريبًا، يكون من الممكن في بعض الحالات استخدام نقي العظم أو الخلايا المكونة للدم المحيطي من أحد أفراد العائلة الذي يكون "نصف متطابق". ويسمى هذا النوع من الزراعة زراعة نقي العظم لمتماثل النمط الفرداني (نصف متطابق).
يجب أن يكون المتبرعون قادرين من الناحية الطبية على أن يكونوا متبرعين. وسيفحص مركز المتبرعين، عبر Be the Match المتبرعَ المحتمل للتأكد من بعض الظروف الصحية كما يلي:
يمكن جمع الخلايا المكونة للدم من نقي العظم، والدم المحيطي (الدوراني)، ودم الحبل السري المُتبرَّع به. وتًسمى هذه العملية الحصاد.
عند الحصول على الخلايا لعملية الزراعة من نقي العظم، يُسمى إجراء الجمع "حصدَ نقي العظم". ويُعطى المتبرع تخديرًا كليًا يسمح للشخص بالنوم أثناء الإجراء، أو تخديرًا موضعيًا يسبب فقد الشعور أسفل الخصر. ثم تُدخَل الإبر عبر الجلد فوق عظم الحوض (الورك) إلى داخل نقي العظم لسحب الخلايا المكونة للدم من العظم. ويستغرق حصد النقي ساعةً تقريبًا.
عندئذٍ يُعالج نقي العظم الذي تم حصده لإزالة الدم والشدفات العظمية. أما بالنسبة إلى الزراعة الذاتية، فيمكن أن تكون الخلايا التي تم حصدها من نقي العظم ممزوجة بمادة حافظة ومجمدة للحفاظ على الخلايا حية إلى وقت الحاجة إليها. تُعرف هذه التقنية باسم الحفظ بالتجميد. ويمكن حفظ الخلايا المكونة للدم بالتجميد لعدة سنوات.
إذا تم الحصول على الخلايا المكونة للدم المطلوبة للزراعة من مجرى الدم، تُسمى العملية فصلَ مكونات الدم أو فصادة الكريات البيضاء. وقبل فصل مكونات الدم بعدة أيام، يُعطى المتبرع أو المريض دواءً يسمى عامل تحفيز تكاثر الخلايا المحببة (G-CSF) لتحفيز نقي العظم لإنتاج المزيد من الخلايا المكونة للدم وإطلاقها في مجرى الدم.
بالنسبة إلى فصل مكونات الدم، يُسحب الدم عبر وريد كبير في الذراع أو من قسطرة الوريد المركزي (أنبوب مرن يوضع في وريد كبير في الرقبة أو الصدر أو المنطقة الأربية). ويمر الدم عبر جهاز يفصل الخلايا المكونة للدم. ثم يُعاد الدم المتبقي إلى المتبرع. ويستغرق فصل مكونات الدم من 4 إلى 6 ساعات عادةً.
وبالنسبة إلى الزراعة الذاتية، فستُجمَّد الخلايا المجمّعة من المريض إلى وقت الحاجة إليها. وبالنسبة إلى الزراعة المثلية، تُعالج خلايا المتبرع وتُعطى طازجة للمريض في أسرع وقت ممكن بعد عملية الجمع.
يمكن أيضًا استرجاع الخلايا المكونة للدم من دم الحبل السري. ولكي يحدث هذا، يجب على الأم الاتصال ببنك دم الحبل السري قبل ولادة الطفل. وقد يَطلب بنك دم الحبل السري استكمال استبيان وإعطاء عينه دم صغيرة.
يمكن أن تكون بنوك دم الحبل السري عامة أو خاصة. وتقبل بنوك دم الحبل السري العامة التبرعَ بدم الحبل السري، وقد تقدِّم الخلايا المُتبرع بها إلى شخص آخر متطابق يحتاج إلى الزراعة. أما بنوك دم الحبل السري الخاصة، فستخزِّن دم الحبل السري للأسرة، في حال احتاج إليها الطفل أو فرد آخر من الأسرة لاحقًا. ويجب أن تدفع العائلة مقابل عملية جمع دم الحبل السري وتخزينه. أشار بيان الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال لعام 2017 بشأن تخزين دم الحبل السري لزراعة محتملة في المستقبل إلى أن "تكلفة الحفظ في بنوك دم الحبل السري الخاصة وقيمته غير مدعومة بأدلة لاستخدامها في الوقت الحالي".
بعد ولادة الطفل وقطع الحبل السري، يُسترد الدم من الحبل السري والمشيمة. وإذا وافقت الأم، فإن دم الحبل السري يُعالج ويُجمَّد للتخزين بواسطة بنك دم الحبل السري.
يعتقد الكثير من المرضى أن الزراعة عملية جراحية معقدة، لكنها عملية بسيطة نسبيًا. وتشبه نقل الدم إلى حد كبير. حيث توجد خلايا المتبرع في كيس أو محقنة تتصل عبر أنبوب بالخط المركزي للمريض. وتستغرق بضع دقائق إلى بضع ساعات وهي عملية غير مؤلمة.
بعد دخول الخلايا المكوِّنة للدم في مجرى الدم، تنتقل إلى نقي العظم، حيث تبدأ في الانقسام وتصبح خلايا دم بيضاء وخلايا دم حمراء، وصفائح دموية في عملية تُعرف باسم التطعيم. ويحدث التطعيم عادةً خلال أسبوعين إلى 4 أسابيع (وتكون المدة أطول إذا كان المصدر الحبل السري). قد يستغرق التعافي الكامل للجهاز المناعي عدة أشهر بالنسبة إلى الزراعة الذاتية (باستخدام خلايا المريض) وقد تصل إلى 6 أشهر أو عام بالنسبة إلى الزراعة المثلية (باستخدام خلايا متبرع من الأقارب أو من غير الأقارب).
أثناء وجود الطفل في المستشفى، يحتاج إلى وجود أحد الوالدين أو أحد أفراد عائلته البالغين معه، وتصل هذه المدة 4-6 أسابيع على الأقل وربما تكون أطول. قد يحتاج المرضى إلى البقاء في جزء خاص من المستشفى مخصص لمرضى الزراعة وربما لمرضى آخرين يعانون من ضعف وظيفة الجهاز المناعي أو انعدامها. تختلف إرشادات مكافحة العدوى في هذا الجزء عن المناطق الأخرى في المستشفى.
يفضل أن يتناوب الوالدان على رعاية طفلهما، لأن القيام بدور مقدم الرعاية أمرٌ مرهقٌ بدنيًا ونفسيًا على حدٍ سواء. إذا لم يكن في وسع الوالدين رعاية الطفل، ففكّر في الاستعانة بفرد آخر من العائلة. خطّط مقدمًا لهذا لأن كل مقدم رعاية يجب أن يكون مدربًا.
إذا كان الوالدان موظفين، فيجب أن يلتقيا برب عملهما لشرح عملية زراعة نقي العظم والمطلوب منهما بصفتهما مقدمي الرعاية الأساسيين للطفل.
خلال الفترة الأولى من الإقامة في المستشفى، سيتلقى المرضى علاجًا كيميائيًا عالي الجرعة مع الإشعاع أو بدونه.
يكافح العلاج الكيميائي (والإشعاع، في حال استخدامه) الخلايا السرطانية وفي الوقت نفسه يفسح مكانًا لخلايا المتبرع السليمة أيضًا. بالإضافة إلى أنه يُضعف الجهاز المناعي للمتلقي لمنع رفض خلايا المتبرع. ويجب أن يتخذ المرضى احتياطات عديدة لمنع العدوى مثل ارتداء قناع وغسل اليدين كثيرًا.
بالإضافة إلى ذلك، يتم فحص أي شخص يقيم مع المريض أو يزوره لاكتشاف أي عدوى محتملة أو مرض معدٍ. يختلف كل مركز زراعة عن الآخر، لذا يجب على العائلة طلب القواعد والإرشادات الخاصة بالمستشفى.
بصفة عامة:
قد يبدو كل هذا مخيفًا في البداية، لكن فريق الرعاية مستعد لمساعدة الأطفال في الشعور بالراحة قدر الإمكان. يمكن للمرضى إحضار بعض أنواع الألعاب والأشياء الأخرى التي تساعدهم على أن يشعروا كأنهم في منزلهم. يمكن أن يوفر اختصاصيو حياة الأطفال أنشطة مسلية مثل الألعاب والحرف اليدوية. سيساعد اختصاصيو إعادة التأهيل المرضى على ممارسة التمارين وسيقدمون إليهم أفكارًا تساعدهم على الحفاظ على نشاطهم.
قد يكون البعد عن العائلة والأصدقاء والأنشطة المعتادة أمرًا صعبًا لذا يُشجَّع الأطفال والمراهقون على البقاء على اتصال بالآخرين عبر الرسائل النصية ومواقع التواصل الاجتماعي ومحادثات الفيديو ورسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية والخطابات.
لن يتمكن مرضى الزراعة من مواصلة الدراسة أثناء وجودهم في المستشفى، ولكن إذا شعروا بأن لديهم القدرة على ذلك، فيمكنهم مواصلة القيام ببعض الواجبات المدرسية. يجب على مقدمي الرعاية التواصل مع مدرسة طفلهم وكذلك المتابعة مع البرنامج المدرسي لمركز الزراعة أو وحدة الاتصال بالمدرسة.
يُقيّم الأطباء نتائج العديد من اختبارات الدم للتأكد من إنتاج خلايا دم جديدة (التطعيم) وعدم عودة السرطان. بعد الزراعة، يُسحب دم من المرضى يوميًا لفحصه في المخبر. سيقوم الأطباء بعدّ خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية في الجسم. ونظرًا إلى أنه يتم عدّها يوميًا، يتمكن الأطباء من متابعة التقدم. ولأن كل شخص يختلف عن الآخر، يمكن أن يحدث التطعيم في أوقات مختلفة. وعادة يستغرق الأمر مدة تتراوح بين أسبوعين وشهر. خلايا الدم البيضاء هي أول ما يجري تطعيمه تليها خلايا الدم الحمراء ثم الصفائح الدموية. قد يحتاج المرضى إلى نقل خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية لإبقاء التعدادات في نطاقٍ آمن إلى حين حدوث التطعيم.
يمكن أن يساعد شفط نقي العظم (إزالة عينة صغيرة من نقي العظام باستخدام إبرة لفحصها تحت المجهر) الأطباء أيضًا على تحديد مدى جودة عمل الخلايا المكوِّنة للدم الجديدة، ومدى تراجع السرطان.
عند مغادرة المرضى وحدة الزراعة، تظل أجهزتهم المناعية ضعيفة وسيواجهون صعوبة في مكافحة العدوى. وقد تُهدد بعض حالات العدوى هذه حياتهم. بعد التصريح بالخروج، سيحتاج المرضى إلى مقدم رعاية للبقاء معهم في المنزل حتى تعود أجهزتهم المناعية إلى حالتها الطبيعية، وقد تستغرق تلك العملية مدة تتراوح بين عدة أشهر وعام.
إذا كانت العائلة تعيش بالقرب من المستشفى، يمكن للمريض العودة إلى المنزل. إذا لم يكن الأمر كذلك، فستحتاج عائلة المريض إلى البقاء في مرفق سكني خاص بالقرب من المستشفى. يجب أن يعود المرضى إلى المستشفى في زيارات متكررة كثيرًا خلال الأسابيع القليلة الأولى. يجب أن تكون العائلة مستعدة للبقاء اليوم بأكمله. سيخضع المريض لفحص بدني وقد يحتاج إلى فحوص وعلاجات. وبمرور الوقت، لن يحتاج المرضى إلى الرجوع إلى المستشفى كثيرًا إلا إذا حدثت مشاكل أو مضاعفات. يجب أن يحضر الوالدان كل أدوية المريض في كل زيارة للعيادة.
حتى بعد عودة المرضى إلى منزلهم، يجب أن يتخذوا احتياطات إضافية بسبب خطر الإصابة بالعدوى.
يجب أن يستمر المريض في اتباع ممارسات مكافحة العدوى المعتادة نفسها التي بدأها في وحدة الزراعة حتى يقرر الطبيب أنه يمكن أن يتوقف عن اتباعها. يختلف كل مركز زراعة عن الآخر، لذا اتبع الإجراءات التي تعتمدها المستشفى الخاصة بك.
بصفة عامة:
قد يكون المرضى يتناولون العديد من الأدوية. هذه الأدوية بالغة الأهمية لصحة المريض. اتبع هذه الإجراءات:
أخبر فريق عيادة الزراعة فورًا إذا كان مقدم الرعاية الأساسي للمريض سيتغير. من المستحسن التخطيط للتغيير مقدمًا. يجب أن يتلقى كل مقدم رعاية التدريب على يد أحد أعضاء فريق الزراعة.
الحالتان اللتان تسببان أكثر الأعراض الجانبية والأعراض المتأخرة خطورة هما رفض الطعم وداء الطعم ضد الثوي (GVHD).
يحدث رفض الطعم عندما يتعرف الجهاز المناعي للمريض على خلايا المتبرع بوصفها خلايا مختلفة ويدمرها. وبما أن العلاج الكيميائي عالي الجرعة المستخدم أثناء الزراعة يدمر الخلايا المكونة لدم المريض، فلا يمكن إعادة إنتاجها ذاتيًا. قد يشعر المرضى الذين يتعرضون لرفض الطعم بالمرض الشديد، وفي بعض الحالات، قد يموتون على إثر مضاعفات العلاج. لمنع حدوث رفض الطعم، يتلقى المريض علاجًا كيميائيًا مع إشعاع أو بدونه لتدمير الجهاز المناعي قبل إجراء الزراعة. إذا حدث رفض للطعم، قد يكون إجراء زراعة أخرى أو استخدام علاج آخر خيارًا بديلاً.
داء الطعم ضد الثوي (GVHD) عبارة عن أحد المضاعفات الشائعة التي تتبع الزراعة باستخدام خلايا المتبرع. تُصاب نسبة تتراوح بين 20 و50 بالمئة من المرضى الذين خضعوا لعملية زراعة باستخدام خلايا متبرع بداء الطعم ضد الثوي بعد الزراعة. لا يشكل داء الطعم ضد الثوي خطرًا بالنسبة إلى المرضى الذين زُرعت لهم خلايا من جسمهم. ويعد داء الطعم ضد الثوي أحد المضاعفات التي يمكن أن تحدث بعد الزراعة المثلية (سواء أكان المتبرع من الأسرة أو خارجها). يُصاب المريض بهذا الداء عندما تتعرف خلايا الدم البيضاء الخاصة بالمتبرع على جسم المريض بوصفه مختلفًا أو غريبًا. ومن ثم تهاجم خلايا الدم البيضاء هذه أنسجة جسم المريض كما لو كانت تهاجم عدوى.
تكون معظم الحالات خفيفة أو متوسطة وتنتهي بمرور الوقت. على الرغم من ذلك، فقد يكون داء الطعم ضد الثوي أكثر حدة من ذلك، أو حتى مُهددًا لحياة المريض.
ومنع الإصابة بداء الطعم ضد الثوي أكثر سهولة من علاجه. وتتضمن الإجراءات الوقائية عادة إعطاء الأدوية التي تُضعف الجهاز المناعي مثل سيكلوسبورين أو تاكروليمس أو ميثوتركسيت أو ميكوفينوليت موفتيل أو الستيرويدات بعد الزراعة. قد تُزال أيضًا بعض الخلايا اللمفاوية التائية من خلايا المتبرع قبل زراعتها في المريض.
هناك نوعان من داء الطعم ضد الثوي:
حاد
يُصنف داء الطعم ضد الثوي كحاد إذا أُصيب به المريض خلال الـ 100 يوم الأولى بعد الزراعة. يؤثر المرض عادةً في الكبد والقناة المعدية المعوية والجلد. وتتضمن أعراض داء الطعم ضد الثوي الحاد الطفح الجلدي والإسهال واصفرار الجلد والعينين بسبب ارتفاع معدلات البيلروبين.
مزمن
يحدث داء الطعم ضد الثوي المزمن بعد الزراعة بحوالى ثلاثة أشهر، إلا أنه قد لا يظهر في بعض الحالات إلا بعد مرور عام أو أكثر على الزراعة. وتُصاب به نسبة تتراوح بين 10 و40 بالمئة من المرضى بعد الزراعة.
تتباين الأعراض بشكل أكبر من أعراض داء الطعم ضد الثوي الحاد وتتشابه مع أعراض بعض اضطرابات المناعة الذاتية. قد يكون داء الطعم ضد الثوي المزمن خفيفًا أو متوسطًا أو حادًا.
وتتضمن الأعراض ما يأتي:
قد يتسبب العلاج الكيميائي والإشعاع المستخدَمان في التحضير للزراعة في التهاب الغشاء المخاطي، وهو عبارة عن قرحات تنتشر على طول القناة المعدية المعوية وأعراضه تشبه أعراض قرحات الفم والمريء (صعوبة في البلع) وتقرحات المعدة والإسهال وتقلصات المعدة. قد يحتاج المرضى أحيانًا إلى تناول أدوية وريدية لتسكين الألم وتغذية كاملة بالحقن (TPN) أو بالأنبوب الأنفي المعدي لتقديم التغذية.
تُعد مضاعفات العدوى أحد أخطر الأعراض الجانبية. تحدث حالات عدوى مهددة للحياة لدى 30 بالمئة من نسبة المرضى الذين يتلقون خلايا متبرع مثلية (سواء أكان المتبرع داخل العائلة أم خارجها). وتحدث هذه الحالات بنسبة أقل لدى المرضى الذين تُجرى لهم عمليات الزراعة الذاتية (من الخلايا المكونة لدم المريض نفسه). سيتم فحص المرضى بصفة منتظمة للتأكد من عدم إصابتهم بعدوى وسوف يتلقون الدواء لتقليل احتمالات الإصابة بالعدوى. سيتم إلزام مرضى الزراعة المثلية بنظام غذائي خاص على الأرجح. وفي بعض الحالات، قد يتطلب الأمر إجراءات جراحية لتشخيص المضاعفات ومعالجتها.
يمكن أن يظهر طفح جلدي أحمر كثير النواتئ في الرقبة والأذنين والجذع وكفي اليد وباطن القدمين. قد تتشكل البثور. في الحالات الحادة، سيتمزق الجلد. قد يشعر المريض بحكة شديدة في الجلد. وغالبًا ما يكون العلاج هو ستيرويدات مثل بريدنيزون.
قد تتضمن مشاكل المعدة ألم البطن والإسهال الحاد وفقدان الشهية والغثيان/ الإقياء.
أكثر مضاعفات الكبد الشائعة خطورة هي مرض الانسداد الوريدي (VOD). يكون المرضى الذين سبق لهم التعرض لإصابة في الكبد أو لديهم تاريخ مرضي بالإصابة بالالتهاب الكبدي أو اضطراب عالي الخطورة الأكثر عُرضة لخطر الإصابة بمرض الانسداد الوريدي، وعلى الرغم من ذلك، فإنه من الممكن أن يصيب هذا المرض أي مريض بعد الزراعة. من علامات مرض الانسداد الوريدي ارتفاع تركيز للبيلروبين (الذي يتسبب في المظهر المصفر للجلد والعينين) وتضخم الكبد واحتباس السوائل وزيادة الوزن. كثيرًا ما يُعالج مرض الانسداد الوريدي بتقييد تناول السوائل وبدواء يُسمى ديفيبروتايد. قد تتضمن الإجراءات الوقائية إعطاء المريض أورسودايول أو هيبارين ومراقبة الأوزان وتوازن السوائل يوميًا في فترة بقاء المريض في المستشفى. قد يكون مرض الانسداد الوريدي حادًا، وفي أسوأ الحالات قد يؤدي إلى الوفاة.
قد يحدث تساقط الشعر بعد دخول وحدة الزراعة بعدة أسابيع بسبب العلاج الكيميائي أو نتيجةً لداء الطعم ضد الثوي. يحدث هذا ببطء على مدار أيام قليلة.
قد تتسبب بعض أدوية العلاج الكيميائي في حدوث إختلاجات. المرضى الذين يتناولون هذه الأنواع من الأدوية يمكن إعطائهم أدوية أخرى لمنع الإختلاجات.
يُعد الألم أحد المضاعفات الأخرى. قد يكون التهاب الغشاء المخاطي (قرح الفم) مؤلمًا للغاية. قد يتسبب سيكلوسبورين والأدوية الأخرى التي يتلقاها المريض لمنع داء الطعم ضد الثوي أو معالجته في الشعور بألم في الأعصاب. قد تخفف الأدوية المسكنة للألم والعلاجات غير الدوائية الألم وتساعد المرضى على التكيف.
قد ينتج الالتهاب الرئوي أو التهاب الرئة عن البكتريا أو الفيروسات أو الفطريات. يُراقب المرضى عن كثب ويحتمل إعطاؤهم أدوية وقائية لمنع حدوث حالات عدوى معينة مثل عدوى الفيروس المضخم للخلايا (CMV).
وهذا عرض جانبي شائع. يجب على المرضى ممارسة التمارين بشكل منتظم والراحة بشكل متكرر وتناول الأطعمة المغذية.
يجب على مقدمي الرعاية الاتصال بالطبيب المحلي المتابع للمريض أو طبيب وحدة الزراعة أو الممرض الممارس الخاص بهم فورًا إذا ظهر على المريض واحدٌ من هذه الأعراض أو أكثر.
بسبب الأعراض الجانبية البدنية والبعد عن العائلة والأصدقاء والأنشطة الطبيعية المعتادة، قد يمر المرضى بفترات من الحزن والاكتئاب. لا ضرر من الشعور بالحزن ليومٍ أو يومين، ولكن إذا استمرت هذه المشاعر لمدة أطول، فيجب على المرضى التحدث إلى أحد أفراد فريق الرعاية الخاص بهم. قد يكون الطبيب أو الممرضة أو ربما العامل الاجتماعي أو رجل دين أو اختصاصي علم النفس أو اختصاصي حياة الأطفال المتابع لحالتهم.
تُعرف بعض المضاعفات المرتبطة بعملية الزراعة بالأعراض المتأخرة، لأنها لا تظهر إلى بعد مرور عدة أشهر أو حتى عدة سنين بعد العلاج. ينتهي معظمها بمرور الوقت، لكن قد يكون بعضها دائمًا ويحتاج إلى اهتمام طويل الأجل.
قد تتضمن الأعراض المتأخرة لعمليات الزراعة:
لا يعاني أحد من هذه المشاكل كلها. ستعتمد احتمالية إصابتك بالمشاكل بعد الزراعة على مرضك ونوع عملية الزراعة التي خضعت لها وعمرك والتاريخ العلاجي السابق. يمكن منع العديد من المضاعفات بالفحص والإجراءات الوقائية الصحيحة. وتُعد زيارة الطبيب بصفة منتظمة أمرًا بالغ الأهمية.
تتم مراقبة المرضى لفترة طويلة بعد الزراعة لتحديد إذا ما كانت هناك أعراض جانبية أم لا. يكون المرضى الذين خضعوا لتسليط إشعاع على الجسم بالكامل استعدادًا للزراعة عُرضةً لخطر مشاكل الغدد الصماء (الغدد) التي تتضمن قصور الدرقية أو قصور الكظرية أو قصور هرمون النمو. من المهم تسجيل طول المريض ووزنه بصفة منتظمة ومراقبتهما على يد اختصاصي غدد صماء إن لزم الأمر.
في بعض الحالات، قد يعود السرطان (يحدث انتكاس) بعد الزراعة. يكون الانتكاس أكثر شيوعًا في العام الأول بعد الزراعة ويقل خطر الإصابة به بمرور الوقت. سيستمر فريق الزراعة في رعايتك وسيناقش خيارات العلاج الأخرى. وقد تتضمن هذه الخيارات تجارب سريرية أو عملية زراعة أخرى.
----
تاريخ المراجعة: يونيو 2018