تخطي إلى المحتوى الرئيسي

قضاء الأعياد مع طفل مريض

بقلم إيريكا سيرين، حاصلة على الدكتوراه، أخصائية اجتماعية سريرية مرخّصة. يمكن قراءة هذا المقال باللغة العربية أو البورمية أو الصينية أو الفرنسية أو الهندية أو البولندية أو البرتغالية أو الروسية أو الإسبانية أو الأوكرانية أو الأردية.

أبٌ يساعد طفلاً صغيرًا على ارتداء معطفٍ شتوي وقبعة

قد تكون الأعياد مرهقة عندما يكون لديك طفلٌ مصابٌ بمرض خطير. ولكن توجد طرقٌ تستطيع اتباعها لإيجاد معنى للحياة وإدخال البهجة إلى قلبك.

بحسب التقاليد المجتمعية، تُعد الأعياد أوقاتًا للاحتفال والبهجة. لكنها قد تثير أيضًا مشاعر التوتر والقلق. وعندما يكون طفلك مصابًا بمرض خطير، قد تكون فترة الأعياد صعبةً أكثر بعد.

يتطلب الاحتفال بالأعياد مع الطفل المريض توازنًا دقيقًا بين الاعتناء بصحة طفلك والبحث في الوقت ذاته عن طرقٍ لجعل الموسم مميزًا لأسرتك. ولكن بالتأكيد، تأتي صحة طفلك في المقام الأول.

ما يعني أنك قد تضطر إلى تغيير الطريقة التي تحتفل بها، فقد لا يرغب طفلك في القيام بأنشطة مُعيّنة إذا كان مُتعبًا أو لا يشعر بأنه على ما يرام. وقد تفرض حالة الجهاز المناعي أو خطة العلاج لطفلك اتخاذ قراراتٍ معينة بشأن حضور التجمعات. وقد يصعّب ذلك عليك الالتزام بالخطط أو النُزهات. وقد يعني أيضًا الانفصال المؤقت عن الأحبّاء.

ويمكن أن يؤدي عدم اليقين هذا إلى مزيدٍ من التعقيدات خلال هذا الوقت المرهق من السنة.

ولكن، حتى في ظل هذه التحديات، يمكنك أن تجد للحياة معنى وتحقق البهجة خلال موسم الأعياد. لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة لاجتياز الأيام المُقبلة. ومن المهم أن تفعل ما تشعر بأنه الأفضل لطفلك ولأسرتك.

إليك بعض النصائح التي وجدها بعض مقدمي الرعاية الأسرية مفيدة.

عش مشاعر الموسم

قد تشعر بمشاعر مختلفة جدًا، لا سيما خلال فترة الأعياد، إذ قد تشعر بالقلق أو الحزن أو الخوف أو الإحباط، أو الوحدة أو الارتباك، أو حتى بالحزن أو الفقدان عندما توقن أن التقاليد أو الأنشطة الروتينية يجب أن تتغير.

سيتفاعل كل فردٍ من أفراد أسرتك مع مشاعره بطرقٍ مختلفة. من ناحية، قد يكون أحدهم متحمسًا لبدء تقليد جديد، فيما قد يشعر الآخرون بالإحباط إذا لم يتمكنوا من المشاركة في أحد أنشطتهم المفضّلة. من هنا، قد تستفيدون من مشاركة مشاعركم حول هذا الأمر كأسرة. لذا، كن صبورًا مع نفسك ومع الآخرين في خلال الأعياد التي تقضونها معًا.

تقبل التغييرات وفكّر في اتباع تقاليد جديدة

من الطبيعي أن تشعر بالإرهاق وأنت تحاول التوفيق بين هذه المشاعر ومتطلبات رعاية طفلك. وقد تجد أن المهام السهلة أو القرارات البسيطة باتت تتطلب مزيدًا من الجُهد منك، وأن بعض المسؤوليات التي تنشأ في فترة الأعياد صعبة جدًا وأنك لا تستطيع الالتزام بها كلها.

لكنك لست مضطرًا للقيام بكل الأنشطة التي كنت تقوم بها في الماضي. فعلى سبيل المثال، قد تقرّر عدم إرسال بطاقات المعايدة أو حضور حدث مُعيّن.

ويمكنك كذلك بدء تقاليد جديدة. اسأل أسرتك عن الطريقة التي يريدون قضاء الأعياد بها. إذ سيساعدك ذلك على إشراك الجميع في اتخاذ الخيارات بشأن التقاليد. وتذكّر أن مجرد اختيارك القيام بنشاط مختلف (أو بالأنشطة نفسها) في هذا الموسم لا يعني أنك يجب أن تعيد القيام به في العام القادم.

يتطلب الاحتفال بالأعياد مع الطفل المريض توازنًا دقيقًا بين الاعتناء بصحة طفلك والبحث في الوقت ذاته عن طرقٍ لجعل الموسم مميزًا لأسرتك. ولكن بالتأكيد، تأتي صحة طفلك في المقام الأول.

إيريكا سيرين، حاصلة على الدكتوراه، أخصائية اجتماعية سريرية مرخّصة

تسامح مع نفسك ولا تشعر بالذنب

قد يجد الآخرون صعوبةً في فهم ما تمر به. وقد تؤدي الاختيارات التي تتخذها بشأن كيفية قضاء الأعياد إلى إزعاج الآخرين. وعندما يحدث ذلك، تعامل مع نفسك بقليلٍ التسامح. وابحث عن لحظات تحظى في خلالها بالراحة والطمأنينة.

لا شك في أن هذه الأمور قد تكون مختلفة عما كنت تفعله قبل أن يمرض طفلك، فمثلاً، إذا كان التواجد في الهواء الطلق يمنحك إحساسًا براحة البال، قد لا تتمكن من قضاء اليوم كله في محمية طبيعية، ولكن، يمكنك الخروج للتنزه لبضع دقائق كل يوم. أو إذا كانت مشاركة وجبة مع صديق تساعدك، ففكر في إجراء مكالمة هاتفية بدلاً من ذلك إذا لم تكونا معًا في هذا العام.

اقضِ وقتًا مع الأشخاص الذين يرفعون معنوياتك ويمنحونك الأمل. وتحدث مع مقدمي الرعاية الآخرين الذين يفهمون ما تمر به.

اطلب المساعدة

هل تحتاج إلى مساعدة في تأدية المهام أو الوجبات أو شراء هدايا الأعياد أو تنظيف منزلك؟ تواصل مع الآخرين عندما تصبح الحياة صعبة. إذا لم تكن متأكدًا من الشخص الذي يجب أن تطلب منه المساعدة، فتحدث مع العامل الاجتماعي الذي يتابع طفلك أو عضو آخر من فريق الرعاية لديك لطلب الإرشادات.

جد السعادة في اللحظات البسيطة

على الرغم من أن موسم الأعياد مرهق، قد يجد بعض مقدمي الرعاية أن هذه التجربة تغيّر وجهة نظرهم. وقد تجد أن الأعياد تجلب بهجةً لم تتوقعها. لذا، استمتع باللحظات المليئة بالمعنى والأمل.


إيريكا سيرين

حول إيريكا سيرين، حاصلة على الدكتوراه، أخصائية اجتماعية سريرية مرخّصة

تشغل منصب مدير العمل الاجتماعي
في مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال

إيريكا إتش سيرين، حاصلة على الدكتوراه، أخصائية اجتماعية سريرية مرخّصة، تشغل منصب مدير العمل الاجتماعي في مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال. وتركز أبحاثها على الفقدان والحرمان، وقد حصلت على وسام الزمالة في علم الموت من جمعية التثقيف والإرشاد في علم الموت. وهي تتمتع بخبرة واسعة في تقديم العلاج الفردي والجماعي للأطفال والمراهقين والبالغين والأُسر التي تعاني المرض والفقدان. وتقدم سيرين بشكلٍ متكرر ورش عمل حول استشارات الحزن والفقدان لممارسي الصحة النفسية في كل أنحاء الولايات المتحدة.