تخطي إلى المحتوى الرئيسي

يشعر الوالدان بالسعادة والقلق على حد سواء عند توقف علاج الطفل

شعرت ميليسا بالسعادة عندما أنهى ابنها الذي يسمى تود فترة العلاج من لمفومة هودجكيِن.

ولكنها تتذكر شعورها بالقلق من مغادرة البيئة الآمنة التي أنشأها فريق الرعاية القائم على حالة ابنها ومفارقة الأسر الأخرى التي تقربت منها.

ذكرت ميليسا قائلة: "كانت المستشفى توفر دومًا كل سبل الراحة". "وكنا نعرف أنهم كانوا يهتمون بنا للغاية. لكن بعد انتهاء العلاج، لن نخضع لفحوصات. ولن نتلقى العلاج الكيميائي. لذا يساورنا القلق من أي أعراض بسيطة كالحمى أو المرض. إن هذا مخيف".

مريض يقف مع والدته.

شعرت ميليسا بالسعادة عندما أنهى ابنها الذي يسمى تود فترة العلاج، ولكنها تتذكر شعورها بالقلق من مغادرة البيئة الآمنة التي أنشأها فريق الرعاية والأسر الأخرى.

يمكن لجيني، وهي أم أيضًا، أن تتفهم ذلك. لقد شعرت بعدم الراحة نوعًا ما عندما أنهت ابنتها مابري مرحلة العلاج من ابيضاض الدم.

ذكرت جيني قائلة: "لا أظن أن القلق سيختفي تمامًا". "ولكن أحاول التأقلم معه بطريقتي الخاصة – سواء بالدعاء أو التحدث إلى الآخرين. وأسعى إلى البحث عن الجوانب الإيجابية".

يفتقد المرضى والوالدان والأشقاء أيضًا الأصدقاء الذين تعرفوا عليهم من المرضى والأسر الأخرى.

من الشائع أن تشعر بالقلق عند نهاية علاج طفلك من السرطان. فقد مرت حياتك بتغيرات كثيرة. تصف بعض الأسر التجربة بأنها كالنجاة من عاصفة. وتحاول جاهدة التأقلم مع ذكريات هذه التجربة ونسيان صعوباتها. وترى بعد ذلك أن الحياة تغيرت عندما تفكر فيها. وقد تجد نفسك تحاول إعادة ترتيب تفاصيل حياتك — أو تكتشف أن بعضها لم يعد ملائمًا بعد الآن.

يمثل انتهاء العلاج بداية مرحلة جديدة — إعادة بناء حياتك — الحياة بعد الإصابة بالسرطان.

يقول الآباء الذين مرّوا بهذه المرحلة الانتقالية إنه من المهم للوالدين إعطاء أنفسهم بعض الوقت للاعتياد على "الوضع الطبيعي الجديد". فلن يحدث ذلك على الفور. حدد الأشخاص الموجودين في حياتك الذين يمكنهم مساعدتك وتواصل معهم. ويمكن أن يكون هؤلاء الأشخاص أفراد العائلة والأصدقاء واختصاصيي الرعاية الصحية.

علامات المشاكل العاطفية الخطيرة

من الطبيعي القلق والتوتر بشأن الطفل من وقت إلى آخر. فهذا أمر مقترن بغريزة الوالدين. لكن قد يتطور الأمر في بعض الحالات النادرة عند بعض الأشخاص ويصبح مشكلة خطيرة مثل اضطراب القلق أو الاكتئاب. تتضمن العلامات والأعراض التي تثير القلق ما يلي:

  • استمرار سوء الحالة المزاجية
  • قلة الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة سابقًا
  • مشاكل النوم
  • انخفاض الطاقة
  • القلق الدائم
  • تغيرات في الشهية والوزن

اطلب المساعدة إذا كنت تعاني من هذه الأعراض.

 

مخاوف بشأن صحة الطفل

يقول الكثير من الآباء إن السبب الرئيس لقلقهم أثناء هذه الفترة هو إصابة أطفالهم بالسرطان مرة أخرى. ونتيجة لذلك، يمكن أن تثير أي علامة أو عرض - رشح الأنف أو كدمة أو صداع - القلق.

اعتادت الأسر الاتصال بفريق رعاية السرطان القائم على حالة أطفالها عند حدوث أي مخاوف. ويجب عليها الآن أن تتعلم الاعتماد على فريق الرعاية الصحية الأولي في المنزل.

يقول الآباء إنه قد يكون من الصعب معرفة المخاوف التي يجب عليهم مشاركتها مع فريق الرعاية الصحية الأولي والمخاوف التي تستدعي الاتصال بفريق رعاية السرطان. على سبيل المثال، تُعد الحمى حالة طارئة أثناء علاج سرطان الطفولة. ولكن بعد العلاج، قد تستدعي فقط الاتصال بطبيب الأطفال أو زيارته.

إذا كانت لديك أسئلة طبية، فاطرحها على فريق رعاية السرطان. يمكن أن يساعدك مقدمو الرعاية على تحديد الحالات التي يجب أن تتحدث إلى طبيب الأطفال بشأنها والحالات التي يختص بها فريق رعاية السرطان.

من المفترض أن يقل شعورك بالقلق بمرور الوقت. ولكن من المرجح أنه لن يختفي تمامًا.

العودة إلى الأعمال الروتينية

يوصى بعودة المرضى إلى المدرسة في أسرع وقت ممكن. وقد يلتحق العديد من المرضى بالمدرسة أثناء فترة العلاج. توفر المدرسة شكلاً مهمًا للحياة اليومية.

تتيح المدرسة للأطفال والمراهقين فرصة لقضاء الوقت مع أقرانهم. وتوفر كذلك المشاركة في الأنشطة خارج المنهج الدراسي والألعاب الرياضية والهوايات طرقًا للتواصل الاجتماعي وتنمية اهتماماتهم.

ولكننا ننصح الأسر بأخذ الوقت الكافي أثناء المرحلة الانتقالية للعودة إلى المدرسة. لا يشعر المرضى أحيانًا بأنهم قادرين على العودة إلى المدرسة فورًا. قد يتابع الأطفال أحيانًا المدرسة من المنزل (إما عن طريق التعليم المنزلي بواسطة الوالدين أو خدمات ملتزمي المنزل التي تقدمها المدرسة) طوال الفترة المتبقية من العام. ويمكنهم العودة بعد ذلك في بداية العام الدراسي التالي حتى يشعروا بأنهم مستعدون عاطفياً وجسديًا.

من الجيد أيضًا الالتزام بروتين محدد في المنزل. فقد يرغب الوالدان في تكليف الطفل بمهام منزلية ومسؤوليات دائمة. ويمكن أن يشجع الوالدان الأطفال على دعوة أصدقائهم لحضور المناسبات الاجتماعية.

التغيرات التي تحدث في شكل حياة الأسرة

قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تستعيد الأسرة شكلها ووحدتها مرة أخرى. تختلف كل أسرة عن الأخرى.

في بعض الحالات، قد يكون أحد الوالدين في المستشفى ويتخذ معظم القرارات المتعلقة بالعلاج. وربما يمكث الطرف الآخر في المنزل ويدير شؤونه. في حالات أخرى، قد تنتقل الأسرة بأكملها إلى المدينة التي يوجد بها مركز طب الأطفال. في بعض المواقف، قد يؤدي الأجداد والعمات والأعمام بعض مهام الوالدين. في حالة الأسر ذات العائل الواحد، قد يتحمل هذا العائل أعباء معظم المسؤوليات.

يجب إجراء محادثة مستمرة بين جميع الأطراف المعنية حول شكل المنزل بعد انتهاء العلاج من السرطان.

التحديات التي يواجهها الوالدان

قد لا يُسمح ببعض السلوكيات التي كان مسموحًا بها أثناء فترة العلاج بعد عودة المريض إلى المنزل.

على سبيل المثال، ربما كنت تسمح لطفلك بتناول الآيس كريم في منتصف الليل عندما كان يواجه صعوبة في تناول أي نوع من الأطعمة. أو تسمح له باستخدام جهاز iPad عدة ساعات عندما تضطر إلى الانتظار فترة طويلة. ولكن بعد انتهاء العلاج، من المحتمل ألا يكون ذلك مقبولاً.

من المهم إجراء نقاش بين أفراد الأسرة حول التوقعات. يُنصح الوالدان بتوفير بيئة مستقرة لأطفالهم.

ويجب عليهم وضع حدود متسقة مع العواقب.

ويلتزمون كذلك بتوفير الدعم الإيجابي للأطفال عند القيام بأمر جيد. 

إذا استمرت أي مشاكل سلوكية، فتواصل مع مقدم الرعاية الصحية المعني بحالة طفلك للحصول على المساعدة.

تحمل مسؤولية الصحة العاطفية

في كثير من الأحيان عندما ينتهي العلاج، يقول الأشخاص: "لقد انتهى العلاج وأصبحت الأمور على ما يرام". ولكن قد لا تكون الأمور على ما يرام في حقيقة الأمر.

في بعض الحالات، قد يمر الوالدان بحالة تُعرف باسم "شعور الناجي بالذنب" عندما ينجو طفلهم من السرطان ولم ينجُ المرضى الآخرون.

من المهم مراقبة صحتك العاطفية.

حصل كل فرد في أسرة ميليسا على استشارة في وقت ما. وواجه كل منهم صراعات مختلفة. قالت ميليسا إن التحدث إلى الأسرة والأصدقاء مفيد أيضًا، ولكن الاستشاري لديه المعرفة الأكاديمية والخبرة المهنية لمساعدة أفراد العائلة على التعامل مع التحديات.

ذكرت ميليسا قائلة: "كانت جلسات الاستشارة مفيدة". "فقد أدركت أن أفكاري كانت طبيعية وأنني لم أفقد عقلي".

توفير الوقت

وعلّمت الاستشارة ميليسا كذلك توفير وقت لنفسها ولزوجها للاهتمام بحياتهما الزوجية. غالبًا ما تُهمل هذه الأمور عندما يخضع الطفل لعلاج السرطان. 

ذكرت ميليسا قائلة: "علمتني الاستشارة ألا أقسو على نفسي كثيرًا". "فقد شعرت بالمسؤولية لأنني أم ومن المفترض أن أفعل كل هذه الأشياء، ولكنني لم أكن قادرة على ذلك. يجب تخصيص وقت لنفسي. يجب تخصيص وقت لحياتي الزوجية. يجب البحث عن وقت لبعضنا البعض. يجب ألا نقسوا على أنفسنا".


تاريخ المراجعة: أبريل 2019